الأحد، 3 أبريل 2016

المتفرج على قضية الأساتذة المتدربين

المتفرج على قضية الأساتذة المتدربين

المتفرج على قضية الأساتذة المتدربين


حــــمــــيـــد هـــرَّامـــة- الرباط.


صام حزب الأصالة والمعاصرة عن الكلام في قضية الأساتذة المتدربين، ولكن فجأة ظهر أمينه العام القديم الجديد بصفة المنقذ للأساتذة المتدربين، والمخرجهم من عنق الزجاجة.  ليس العيب في حلحلة الملف وإنما السؤال هو لماذا بقي الحزب ملتزما الصمت حتى هذه اللحظة؟.  لا بأس أن نَذْكُرَ لقرائنا الكرام أن الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة كان قد عقد لقاءً مع باقي أمناء الأحزاب السياسية الأخرى يوم الاثنين 28 مارس 2016، قصد إيجاد حلٍّ يرضي جميع الأطراف ويحفظ ماء وجه الحكومة، واقترحت هذه الأحزاب شفويا أن يتم توظيف هذا الفوج عبر دفعتين بمباراة واحدة، يتم توظيف سبعة آلاف أستاذ وأستاذة في الدفعة الأولى والثلاثة آلاف الباقية ستلتحق بالوظيفة في يناير 2017، والغاية من المباراة هو ترتيب الأساتذة الموظفين إما في الدفعة الأولى وإما في الدفعة الثانية.
         والمتتبع لقضية الأساتذة المتدربين لن يتفاجأ بهذا الطرح ولا غيرُهُ؛ لأنه على بينة من أمر السياسة المغربية المنتهجة من قبل هذه الحكومة الحاكمة، كما تزعمُ هيَ، أما الشعب فهو يَعْلَمُ من تكون الحكومة الحقيقية. وخير دليل ما وقع مؤخرا من صراعات واتهامات بين رئيس الحكومة وبعض وزرائه. والمتتبع أيضا لقضية الأساتذة المتدربين أصبح يَعلَمُ علم اليقين أن السيد، عبدالإله بن كيران هو الذي لا يريد أن تُحَلَّ هذه القضية، ولا ندري لماذا؟.
         راسلَ كل من حزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي كل من رئيس الحكومة، ووزير المالية، الأخير أجاب بأنه يمكن حل قضية الأساتذة المتدربين بناءً على تعديل قانون مالية 2016، وهو الطرح الذي قدَّمه الحزبين السالفين للذكر، ولكن رئيس الحكومة خرج في بلاغ رسمي في موقع الحكومة ينفي فيه هذا الطرح مؤكدا أن الحكومة مازالت متشبثة بالمقترح المقدَّم من قبل والي جهة الرباط القنيطرة، القاضي بتوظيف هذا الفوج عبر مبارتين.

         رئيس الحكومة يقول بأن الملك هو من عيَّنهُ، ونسيَ أن الشعب هو من أوصله إلى تلك المكانة ليُعيِّنَهُ الملكُ. طيّب لنسلم بأن الملك محمد السادس فعلا هو من أوصل ابن كيران إلى رئاسة الحكومة، وهو من عيَّنَهُ، فما موقف الملك محمد السادس من هذه القضية المدافعة عن الكرامة والحق في الشغل باستحقاق، أم أن الملك محمد السادس يرغبُ في ذلك، ويريد أن يتخلص من أبناء الطبقات الفقيرة، وأنه غير مهتم بأبناء الطبقات الكادحة، وكل هذه التأويلات ناتجة عن الصمت الرهيب الملتزم بعه تجاه هذه القضية الحساسة.  ولنفترض أن الملك محمد السادس على علم بالقضية،  وكان يؤجل الحسم في القضية إلى حين دخول أحزاب المعارضة على الخط، نقول لك يا ملك المغرب، محمد السادس، حان الوقت لتتدخل وتُنْصِفَ أبناء شعبك الوفي، فالقضية تحولت إلى لعبة سياسية بين أحزاب المعارضة والأغلبية، والضحية هم الأساتذة المتدربون، وأبناء الشعب المغرب الكادح الذين سيدرسون، وإن لم تتدخل يا جلالة الملك فاعلم أن الأساتذة المتدربين لن يرفعوا ضدك أي شعار، فهم وطنيون حتى النخاع ليس كما تُروِّجُ لهمُ بعض المواقع الإعلامية المنحازة عن المهنية، والتي جفت أقلامها مع المراسلات الأخيرة المكشوفة من قبل أحزاب المعارضة. 
جميع الحقوق محفوظة ل مدونة القراءة والإبداع 2016