الجمعة، 8 أبريل 2016

 حكـــــومــــة الــــعـــبــــث

     حــــمـــيـــد هــرّامـــة- الرباط.

خرج الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية بكلام غير مسؤول، ليلة الأربعاء في برنامج قضايا وآراء على قناة الأولى، بكون الحكومة قد حلَّت ملف الأساتذة المتدربين في إطار القانون وفي إطار الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة إلا أن جهات معينة لا ترغب في حلِّ هذا الملف ، وطبعا، لأنه ليست له الشجاعة، لم يُفصح عن هذه الجهات المعينة. هذا وزير من الحكومة الحاكمة، بل من جزب العدالة والتنمية قال هذا الكلام ليوهِمَ الشعب المغربي أن الأساتذة تمَّ حل ملفهم لعزلهم عن الشعب المغربي المتضامن معهم، وكذلك لبعث الأمل في روح الأساتذة المتدربين، وصدِّهم عن تنفيذ البرنامج النضالي المسطَّر فيه مسيرة ومبيت واعتصام بثلاث مناطق مغربية، وهي القنيطرة ومراكش وتازة، ولكن إيمان الأساتذة المتدربين وتشبثهم بمطالبهم العادلة والمشروعة، وفقدهم الثقة في الحكومة المغربية، جعلهم ينفون كلام السيد الوزير المحترم، وينفذون برنامجهم النضالي بخوض المسيرات في المناطق الثلاث.
       عِلْمًا أن الحكومة الحالية لثاني مرَّةٍ تمنع الأساتذة المتدربين من السفر، إذ منعت أساتذة مركز مكناس من الالتحاق بمدينة القنيطرة، لا لشيء سوى كونهم أساتذة متدربين، فلجأ الأساتذة إلى السير مشيًا على الأقدام لتستعْمِلَ ضدهم الدولة المغربية القمع والتنكيل. وبالرغم من هذه المعاملات القاسية من قبل الدولة المغربية وصل أساتذة وأستاذات مكناس إلى المعتصم بمدينة القنيطرة.
       الجهاز المخزني بمدينة القنيطرة شارك مع الأساتذة المتدربين في المسيرة الجهوية بالسير معهم في المسيرة، وحاول أن يمنع الفئات المجتمعية من التضامن مع الأساتذة المتدربين، والالتحاق بمسيرتهم السلمية، إلا أنه فشل في ذلك؛ لأن الكل بدأ يردِّدَ شعار "عاش الشعب" "عاش الشعب"، الذي زاد المسيرة حماسًا وقوةً.
       مرَّت المسيرات بكل من القنيطرة ومراكش وتازة في جوٍّ سلميٍّ بدون تدخلات همجية للقوات المخزنية، التي طوَّقت مبيت الأساتذة المتدربين، وجيشت له مختلف تلاوينها المخزنية، وبدأت تناور وتستفز في كل من مبيت القنيطرة وتازة، الأخيرة التي شهدِت تدخلا عنيفًا لفض المبيت، وتمَّ تسجيل حالة كسر في يد أستاذة، ناهيك عن الحالات الأخرى الواصلة إلى مائة حالة، والمطاردات الهليودية في أزقة تازة. وبالمقابل أتمَّ الأساتذة المتدربون مبيتهم بكل من القنيطرة ومراكش في أجواء راقيَّةٍ جدًّا متأقلمين مع البرد القارس ليلاً، والحرارةٍ نهارًا،  ليتم في يوم الخميس تجسيد شكل نضالي تضامني مع تازة بكل من القنيطرة ومراكش.
        وبالعودة إلى كلام السيد الأزمي، كلام غير منطقي وغير مقبول في دولة تدعي الحق والقانون والعدالة وووو، فلو كان هذا الوزير في دولة غير المغرب لتمت محاكمته؛ لأنه يسعى إلى تضليل الشعب، وزرع الفتنة بين أبناء الشعب المغربي، وقيام حرب أهلية بين الأساتذة المتدربين ومختلف الشرائح المجتمعية، إلا أننا نحن في مغرب لا قضاء نزيه فيه ولا عدل ولا حريَّةٍ ولا كرامة، فهي مجرد كلمات مرقونة في كتاب اسمه الدستور المغربي.
       واكتشف الشعب المغربي ليلة الأربعاء بكل من القنيطرة وتازة ومراكش أن المغرب لا تحكمه الحكومة المغربية الحالية، وإنما تَحْكُمهُ جهات أخرى. فنفس الدولة التي قمعت ومنعت الأساتذة بتازة  نفسها الدولة التي سمحت للأساتذة بالقنيطرة  ومراكش بإكمال المبيت والمعتصم؛ لأن مراكش دولة سياحية تؤمن بالديمقراطية والعدل والحرية والكرامة، ودولة القنيطرة كان من المرتقب أن يزورها ملكها ويجب أن يجدها هادئة ويجب أن تستقبله أحسن استقبال، وعَلِمَ الشعب أيضا من المتحكم في زمام الأمور.
       الملك نائم على جنب الراحة وأبناء الشعب ونخبة المجتمع تُهشَّمُ رؤوسها وتُكسَّرُ عظامها، ومشردة في الأزقة والشوارع، حاملةً لحقائبها جائبة المدن المغربية بحثًا عن الكرامة والعدالة الاجتماعية، والحكومة المغربية تَكْذبُ على المغاربة في قنواتهم الرسمية.


جميع الحقوق محفوظة ل مدونة القراءة والإبداع 2016