الجمعة، 8 يوليو 2016

البلاستيك المغربي

البلاستيك المغربي

البلاستيك المغربي
















حميد هرّامة.

أين نموقع خطاب القضاء على الأكياس البلاستيكية واستيراد الأطنان من الأزبال، هل هو خطاب أم كلام أم لغو؟، وما الغاية من تمرير من مثل هذه السياسات في مثل هذه الأوقات؟ أين المواطن في هذه اللعبة؟ قنوات الصرف الصحي تقتل المواطن رويدا رويدا، أقنعته بخطورة الأكياس البلاستيكية، وأصبح معها المواطن المغربي-الجاهل بحقوقه- يُقنع نفسه والآخر بضرورة التخلي عن الأكياس البلاستيكية؛ لأنها تضر بالبيئة، ولكن الجهات التي مررت له هذا الخطاب، نسيت أن تقول له إنها جلبت الأطنان من الأكياس البلاستيكية لحرقها في ترابه الوطني، ونسيت أن تضع لها حملة إعلامية ليشارك المغاربة في حرق الأزبال، وتناست الجهات المعنية أن تقول للمغاربة إننا اليوم صرنا مزبلة رسمية لدول أوربا.
سعت الدولة بكل مكوناتها إلى حد ما إلى تمرير "لغو زيرو ميكا" في الأسواق المغربية، وأنا أتجول في السوق الأسبوعي، الذي يزوره أهل المدينة والبادية، رأيت البعض من الخضارين لا يستعمل الأكياس المعلومة، وتقبلناها منه؛ لأن المشتري يحمل معه قفة ويضع فيها الخضر، ولكن الاستغراب عندما وصلنا عند الجزار وسلمنا اللحم في ورق، والورق بسرعة يذوب مع اللحم، هنا تبادر إلى ذهنا صحة المواطن وأهمية لدى الدولة المغربية، وظهر لنا مدى رغبة الدولة في الحفاظ على البيئة، عن طريق قتل المجال الغابوي والقضاء عليه بتصنيع الأوراق بمختلف أشكالها وأحجامها وجودتها، باعتبارها البديل الأول والأقوى المعوِّض للأكياس البلاستيكية داخل الأسواق المغربية.

نُسائل الدولة هل فكرت في أهل البادية أين يضعون مقتنياتهم، هل يضعونها في أكياس كلأ الماشية أم يضعونها في جلابيبهم أم ماذا؟ إذا سلمنا بأن الدولة لها نية القضاء على البلاستيك، فكيف ستتعامل مع مشتقات الحليب؟ وكيف ستتعامل مع شركات "البيسكوي"؟ وكيف ستتعامل مع كل أشكال البلاستيك؟ قد تكون للدولة نية القضاء على أشكال بعينها وترك أشكال أخرى، وبصيغة أخرى فهي حاملة شعار القضاء على الأكياس البلاستيكية التي تساعد المواطن الفقير أما الأشكال الأخرى التي لا تساعد المواطن الفقير فهي صالحة للاستعمال ولا يمكن القضاء عليها؛ لأنها أكبر من الدولة نفسها.
جميع الحقوق محفوظة ل مدونة القراءة والإبداع 2016